مرحبا زوار موقعنا قصص وحكايات يسرنا ان نعرض عليكم مجموعة رائعة من افضل قصص دينية للأطفال الصغار ، قصة بعنوان طالوت ملكا، القصة رائعة جدا واحداثها مسلية تدور عن اسماء الله الحسنى (الباعث) مفيدة جدا للأطفال حيث تمنحهم نصائح وتعلمهم بعض القيم الرائعة ، اقرؤوها الان فقط وحصريا عبر موقعنا من موضوع اجمل قصص دينية للأطفال ، وللمزيد من القصص الشيقة يمكنكم تصفح تصنيف: قصص أطفال .
استیقظ عادل من النوم علی صوت والده، فوجده يجلس على فراشه فسأله : ماذا هناك يا أبى؟ فقال والده : الساعة الآن الحادية عشرة، وعليك أن تستعد لتذهب معا لصلاة الجمعة، قال عادل : سأنهض حالاً وأكون جاهزا يا أبي، فقد عدت إلى النوم بعد صلاة الفجر معك ، وأشعر بأني لم أنم ، قال والده : کیف ذلك یا بني، قال عادل : رایت في النوم كأنما خرجت فى رحلة ، وتقابلت مع أصدقاء، ودخلت أماكن لا أتذكرها جيدا، وكل ما أتذكره أنني سعيد..
قال والده: سبحان الله هو الباعث ، أراد أن يلفتنا إلى قدرته . . فالإنسان وهو مُستيقظ ، له قانون خاص . . فإذا نام خضع لقانون مُختلف، فهو في أثناء النوم يرى و عیناه مغمضتان، ویمشي و قدماه لا تتحرکان، ویری أشياء لا يراها في اليقظة ، فإذا استيقظ عاد إلى الحياة بقوانين الظاهر، لذلك سمى الحق سبحانه وتعالى الاستيقاظ من النوم بعثا ، قال عادل : أعلم يا أبي أن الباعث اسم من أسماء الله الحسنى ، وهو الذي بعث الغراب لقابيل ليعلمه كيف يدفن جثة أخيه هابيل ، ويعلمه ما لم يكن يعلم .
كما أن الله سبحانه وتعالى يبعث الخلق جميعا يوم القيامة، حين يبعث الناس جميعا من قبورهم ، فيهبون أحياء، والبعث من الله هو أمر من الله، بأن يقول للشىء كن فيكون ، سواءً أكان المبعوث نبيًا أو شخصا غير ذلك ، قال عادل في دهشة : أعلم أن الله سبحانه وتعالى يبعث نبيًا للناس ، ولكن كيف يبعث لهم شخصا آخر ، ارجو یا ابي ان توضح لي ذلك ؟ قال والده مُبتسما: الباعث سبحانه وتعالى يُرسل للبشر من يُعلّمهم مایشاء ... والله یبعث النبیین لیبلغو منهجه الی الناس ... والله یبعث من ایشاء لیؤدي مُهمة في الحياة كما حدث لطالوت .
سال عادل في دهشة : من طالوت هذا یا ابي ؟ قال والده : في ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ، اي ان الله سبحانه وتعالى اختار طالوت ملكا على بني إسرائيل، فاعترض اليهود على اختياره ، لأنه من عامّة الشعب وفقيرا ، والمال عند اليهود من أعظم أسباب الوجاهة والشرف، وأخبرهم نبيهم بأن الله اصطفى طالوت ، وميزه بصفات تؤهله للملك ... فقد آتاه العلم الغزیر الذي یمكنه من معرفة أمورهم ، وتصريف شئونهم ، كما آتاه قوة بدنية تعينه على الصمود في الحروب، وعند لقاء الأعداء . فالله يؤتي الملك من يشاء، لحكمة لا يعلمها غيره.
وقد حاق ببني إسرائيل الذل والهوان، بعد هزائمهم المتوالية من جيرانهم ، فدعاهم طالوت للجهاد في سبيل الله ، وحثهم على قتال أعدائهم الذين أذلوهم، فاجتمع تحت لوائه جیش کبیر ، وسار طالوت بجنوده ، وابتعد بهم عن ديارهم ، فلمّا أصبحوا قريبين من لقاء العدوّ، أراد طالوت أن يختبر عزمهم على القتال ، فقال لهم وقد بلغ منهم التعب والظماً مبلغاً كبيرا : إنكم ستمرون بنهر ، والله مُختبرکم به ليميز المطيع من العاصي ، فمن لم يشرب منه ولم يذقه ، فهو من أتباعي.. ولكن يُباح لأحدكم أن ينال غرفة من مائه بیده، یبل بها ریقه . ومن یشرب اکثر من غرفة، فلیس من اتباعي .
فلما جاءوا إلى النهر، خالف مُعظمهم أمر طالوت ، وأقبلوا على النهر يعبون منه عبا ، فتخلفوا عن السير وعادوا راجعين . . واجتاز طالوت مع الذين صبروا على العطش والتعب ، وقد وجد هؤلاء أنفسهم قلة ضئيلة أمام جموع أعدائهم، فقال فريق منهم في خوف : لا طاقة لنا اليوم بأعدائنا ، أمّا الفريق المؤمن فقالوا: فلنصبر على لقاء العدو ،فان الله مع الصابرين، فلمّا خرجوا لقتال العدو ، اتجهوا إلى الله ضارعين أن يملأ بالصبر قلوبهم، ويثبتهم في ميدان القتال ، وأن ينصرهم علی أعدائهم ، فاستجاب الله دعاءهم ونصرهم بقيادة طالوت . وهكذا أدّى مُهمّته التي بعثه الله لها.
قال عادل : معنى ذلك يا أبي ، أن طالوت هذا ليس نبیا، قال والده : لا، هو شخص عادي اختاره الله لمهمّة مُحدّدة، وقد يختار الله سبحانه وتعالى أي شخص في اي وقت لأداء مهمة في الحياة، فلا عجب ان ترى في منامك أشياء ، أو تتحدث مع من انتقلوا إلى رحمة الله مُنذ سنوات ، فأنت في نومك في عالم آخر وحياة أخرى سبحان الله .. قال عادل : « الباعث » یا اُبي اسم یدل علی قدرة الله وعظمته سبحانه وتعالى وقد أفادني حديثك كثيرا وأسعدني . والآن أستأذنك دقائق ، لأتوضاً وأرتدي ملابس الخروج.
وما أن استعد عادل للخروج مع والده، حتى سمعا صوت المؤذن في المسجد ، يدعو الناس للصلاة ، فنظر كل منهما للاخر في سرور وخرجا معا لاداء فريضة الله.