مرحبا زوار موقع موقع قصص وحكايات، نحكي لكم اليوم قصة جديدة ومسلية للأطفال الصغار، القصة بعنوان الربان الشجاع ، وللمزيد من القصص والحكايات للأطفال يمكنكم زيارة : قصص أطفال.
جلس الجد ناصر مع حفيديه راشد وفاطمة ليحكي لهما قصة من قصص كفاح الكويتيين في مواجهة البحر وأهواله ومخاطره الكبيرة فقال : حدثت هذه القصة يا حبيبي منذ أكثر من خمسين عاماً، فبعد انتهاء موسم الغوص وأثناء عودة السفن إلى الكويت، واجهت عاصفة شديدة عدداً من سفن الغوص الكويتية، وقد تسببت هذه العاصفة في غرق سفينة كبيرة من نوع البوم لا يقل عدد بحارتها عن خمسة وثمانين بحاراً، وظل البحارة يسبحون حول السفينة حتى حل بهم التعب ..
وفي تلك الأثناء مرت بالقرب منهم سفينة لم تستطع الوقوف لإنقاذهم، وحاول جميع البحارة التوجه إليها طالبين النجدة، فلما أدبرت عنهم مات أحدهم من اليأس وظل الباقون يكافحون بشدة وثبات حتى لمحتهم سفينة غوص ربانها هو النوخذة سعيد الناهض.. فشاهدهم هذا الربان الشهم عن بعد.. فخاطر بسفينته في سيبل إنقاذهم وفعلا سعى إليهم وألقى شراعه الصغير وألقى المرساة في الماء وظلت سفينته تتهايل على وجه الماء تصدمها الأمواج من كل جانب، وهو مجد في إنقاذ بحارة السفينة الغارقة..
وبعد جهد كبير وشاق استطاع أن ينفذ الأربعة والثمانين بحاراً ثم قطع حبل مرساة سفينته فقد كان من المحال سحب السفينة الغارقة من الماء مرة أخرى وسط هذه العاصفة الهوجاء، ثم أدار سفينته مع الريح ونشر شراعه وظل يغالب الموج حتى وصل بهم إلى الساحل وأنجاهم من موت محقق، ولم يكتف هذا الربان الشجاع بإنقاذ البحارة بل عاد مرة أخرى إلى موقع السفينة الغارقة في محاولة لإنقاذها وألقى لها مرساة، كان قد أخذها معه من الشاطئ، لکي تحفظها في مکانها حتی يهدا البحر ثم پستأنف إنقاذها، لكن البحر الغاضب قطع حبل المرساة وحطم السفينة، بعد أن انتهی الجد ناصر من حکایته تنهد وقال : (هيه ، ، رحم الله ذلك الربان الشجاع، ستظل الکویت تذکره بكل خیر).
ثم سكت الجد و غاص في ذکریاته ولم یتنبه إلا على صوت راشد وهو يقول : جدي.. أين ذهبت؟! تنبه الجد ناصر وقال: يا راشد الذي لم اخبرکم به هو أنني کنت واحدا من هؤلاء البحارة الذين أنقذهم النوخذة سعيد الناهض، ثم أکمل یابني من عاش هذه التجربة المريرة يعرف قدر مافعله ذلك الرجل الشجاع، قالت فاطمة: صحيح ياجدي ولكن ألم يخف ذلك الربان أن تغرق سفينته بمن عليها من البحارة الأبطال ؟! قال الجد ناصر:يابنيتي .. إن ثقة الإنسان الكويتي بالله ثم بنفسه تتغلب دائما على ضعفه وتحثه على تحدي البحر وأهواله ومخاطره الكبيرة.
قصص رائعة مشكورين
إرسال ردحذف