مرحبا بكم أيها الرائعون قصة الليلة معبرة جدا و رائعة تحمل الكثير من الرسال والمعاني ، وتحمل نصيحة مفيدة ورائعة استمتعوا بها الآن فقط وحصريا على موقعنا قصص وحكايات وللمزيد من احلى و اجمل القصص والعبر القصيرة تابعونا كل يوم على تصنيف قصص وعبر نحرص دائماً زوارنا الكرام علي تقديم اجمل القصص والعبر 2018 الهادفة بشكل متجدد وحصري، اتمني ان تنال القصة إعجابكم .
قصة الابن الطيب
و کان شریف قبل ذلك یسیر بسرعة ، ویدوس بقدمیه في الوحل وفي برك الماء الصغيرة التي تتجمع من ماء المطر ، ولكنه الآن لا يستطيع أن يواصل السير ، ويترك العجوز وحدها في هذا المكان الموحش المخيف .. فاقترب منها و صاح : کیف حالك یا آمي في هذه اللیلة المطيرة ؟ قالت بصوتها الضعيف المرتجف : إنما أنا يا بني امرأة عجوز فقيرة ومريضة .. فلما اقترب منها أكثر ، وجدها ترتجف بشدة ، وتقع على الأرض ثم تقوم ، وتحاول السير فلا تستطيع ، وقد تلوثت ملابسها و تلوث وجهها ویداها بالوحل .
فقال لها : دعیني أساعدك یا أمي . ووضع يديه تحت إبطيها ورفعها . فوجد أن ثقلها لا يعدو ثقل طفل ضغير، فحملها على كتفه ومضى بها، وبعد قلیل رأی شریف شعاعا خافتا من الضوء ینیر المکان وقد كف المطر عن النزول ، وانقشعت الغيوم عن وجه القمر، فأمكنه أن يرى كوخاً صغيراً على جانب الطريق ، فاتجه الیه و العجوز علی کتفه و راح یدقق الباب بیده غیر الممسكة بالعجوز فلم يلبث الباب أن انفتح ، وظهر شيخ کبیر وراح یدقق النظر في الشاب و في المرأة العجوزعلی كتفه فرحب بهما وأفسح لهما الطريق ، وقادهما إلى فراش من القش ، ثم راح هو وشریف یساعدان العجوز علی أن تخلع ملابسها المبتلة ، وتلبس بدلا منها ملابس جافة أحضرها لها الشيخ من عنده ، وأشعل الشيخ نارا لتدفنة الجو داخل الكوخ ، وخلع شريف ملابسه المبتلة والتف بعباءة من الصوف أحضرها له الشيخ كذلك . ثم نشر الشيخ ملابسهما المبتلة خارج الكوخ ليجففها الهواء . و التفت الشیخ الی شریف و ساله : ما الذي أخرجکما من بیتکما في هذه اللیلة المطرة ؟ قال شریف : انما خرجت لابحث عن دواء لابي قیل انني ساجده عند طبیب في المدينة المجاورة .
سأله الشيخ : وهل سبق لك أن ذهبت إلى المدينة المجاورة ؟ قال شریف : ذهبت الیها مع والدي أیام السوق ، ولكن من خلال طريق غير هذا الطريق . قال الشیخ في دهشة : ولماذا غیرت الطریق الذي أعتدت عليه هذه المرة يا بني ؟ قال شريف : غيرته لأنقذ هذه العجوز المسكينة ، ونظر الشيخ إلى العجوز وسألها : وأنت ما الذي أخرجك من بيتك في هذه الليلة الممطرة ؟ قالت العجوز : خرجت لأحضر بعض الجوز لابني من الغابة في جوار تلك المدينة .
هز الشیخ رأسه ، ثم ابتعد عنهما و ترکهما ینعمان بقسط من النوم والراحة ، إلى أن تجف ملابسهما . وعندما استيقظا من نومهما في صباح اليوم التالي ، لم يجدا أثراً للشیخ الکبیر ولاللکوخ ، ووجدا ملابسهما وقد جفت ، کما وجدا اناء من الفخار به کیسان ، في احد الکیسین مسحوق ، وفي الکیس الاخر بعض الجوز ، وتساءلا في نفس اللحظة : ترى من يكون ذلك الشيخ الوقور ؟ و سرعان ما و جدا في طیات ملابسهما ورقة کتب فیها : یأیها الشاب الطیب ، ویأيتها العجوز الطیبة ، انکم تستحقان العون والمساعدة . ولهذا فلتأخذ العجوز كيس الجوز حتی لا تتعب اکثر مما تعبت في احضار الجوز لابنها من الغابة ، وليأخذ الشاب هذا المسحوق لابيه المريض ، ولكن لا تسألا من أنا ؟ ولكن الأعجب من ذلك أن العجوز عندما وصلت إلى بیتها وجدت ابنها معلقا و قد جلده شیخ غریب مائة جلدة عقابا له علی أن مکث في البیت مرتاحا ، و أرسل أمه العجوز في هذا الجو الممطر ، لتحضر له بعض الجوز .
فما أن دخلت الأم العجوز البيت ، حتى راح ابنها ینادیها و یقول لها : اغفري لي ذنبي یا أمي ، فقد کان تصرفي قبيحاً.. سوف أصحن لك الجوز وأمزجه بالسكر والدقیق ، و اطعمك ایاه بیدي ، وسوف أقوم علی رعایتك و خدمتك قدر ما أستطیع ، ولن أکرر ماجری مني فحق الامهات علی أبنائهن أن ينعمن بالراحة والتقدير، فسامحینی یا أمي ، سامحیني .. اما شریف فقد وجد أباه متکئا علی سریره، فقال له حين رآه : بارك الله فيك يا بني ، فأنت ابن بار، خرجت في جو ممطر عاصف لتحضر إلى الدواء الذي وصفه الطبيب ، و قد مر بی شیخ طیب ، و سقاني جرعة من الدواء تحسنت علی اثرها صحتي ، وقد ترك عندی أمانة لك کیس النقود هذا لتستعين به .