جحا وكلام الناس
قال جحا لابنه :هذا يوم جميل يا أمير ...
فالشمش مشرقة والسماء صافية ،ولذا فانى سأذهب الى سوق القرية المجاورة؟!
قال أمير فرحا : الامر كما ترى يا ابي ؟
وساعدك لك الحمار واذهب معك ...
قال جحا : لا مانع من ان تكون معي يا امير ..
هيا بنا ...
أمير :لقد أعددت الحمار با ابي فهيا بنا الى السوق !!
قال جحا : هيا يا امير اركب انت الحمار هيا بنا ...
أمير :لقد اعددت الحمار يا أبي فهيا بنا الى السوق ،وأسير أنا ..
قال جحا: اشكرك يا أمير ! ولاكن والدك بدين كما ترى ، وبعض السير يفيده ...
وهكذا ركب أمير الحمار وسار جحا خلفه .
فرأهما رجلان ، وفال أحدهما للاخر : أنظر كيف يركب الغلام ، ويترك والده المسكين الذي رباه يسير على قدميه ؟
فما أسوا هذا الادب !!
قال أمير :يا أبي ألم أقل لك ..تفضل أنت بالركوب وساسير أنا !؟
فقابلتهما جماعة فقال أحد أفرادها :يالقسوة قلب هذا الرجل ! يركب الحمار ،ويدع هذا الصغير الضعيف يسسر على قدميه .
توقف جحا بالحمار قائلا :ماذا نفعل لنرتاح من ألسنة الناس ؟
قاأمير :اذن نركب أنا وانت با أبي ...
وهكذا سار الحمار وفوق ظهره جخا وابنه .
قال جحا : وأخيرا وجدنا طريقة مقولة يا أمير بعيدة عن النقد ...
وما أن سارا قليلا حتى صادفهما أخرون وقال بعضهم لبعض : انظروا الى قسوة جحا ..فهو ذو جسم ضخم ، ويركب هو وابنه معا هذا الحمار الضعيف الهزيل !
أليست في قلبه رحمة .
جلس جحا على الارض قائلا : لقد أصبحت في حيرة من أمر هؤلاء الناس ،فكيف نصل الى رضائهم!؟ .
فكر جحا ثم قال : أسمع يا أمير لنترك الحمار يسير ،ونحن نسير على أقدامنا خلفه ...
فصادفتهما جماعة من الناس فقالو :أنظروا الى هذين ألاحمقين اللذين بسيرأن على أقدامهما في هذا الحر اللافح ،والغبار المتكاثف دون أن يركب الحمار وأحد منهما ...
حمل جحا الحمار وقال :مارأيك يا أمير في هذا التصرف ،لنترقب ماذا يقول الناس ألان ..فقد يرضيهم ذلك.
صادف جحا وابنه رجلين فقال أحدهما للاخر :ياللعجب انظر الى جحا يحمل حماره !! لقد فقد عقله.