روائع القصص السحر الأسود !! 
(( ليست مجرد قصــة !! ))

روائع القصص السحر الأسود !!


لا أقصد بالسحر الأسود أفعال الشياطين والأعمال السفلية كما يوحـــــى بذلك العنوان ، إنما قصدى هو النكد الزوجى بكــل إتجاهاته وأبعاده ،ذلك النكد الذى يكون فى أحوال كثيرة أشد تأثيراً من السحر الأســـــــــود لأنه يجعل حياتك أو حياتى وحياة أى إنسان صورة حقيقية من الجحيم ، فكثيراً ما نقابل فى حياتنا العادية إناساً متجهمة وجوههم ،العبوس سمة واضحة من سماتهم الشخصية 
حتى أنه ليتخيل لهم أن هذا العبوس والنكد الدائم أقوى أسلحتهم للتأثير علــى الآخرين ، ولو أنهم راجعوا أنفسهم قليلاً لعلموا وتعلموا أن تبسمك فى وجــه أخيك صدقة كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولله در الشاعر القائل: إن البــــــــِر شىء هيّن وجــــــه طــَلق وكلام ليـــــــــّن !
من هنا تبدأ أحداث قصة نبوية التى جاءتنى وعلى وجهها هالات النـــــــــــور والرضى قائلة : اننى زوجة لرجل فاضل ولى ابن وحيد فى سن الشباب ،إنه ولدى عبدالواحد وأعمل أنا وزوجى موظفان وأحيا حياة إجتماعية بسيــــــطة هادئة ،ولكن مشكلتى هى اننى كنت أظن نفسى دائماً على حق فى كل شــــىء وزوجى حسين على خطأ على طول الخط ،وبسبب حساسيتى المفرطة فقـــــد كنت أتأثر بأى شىء وأغتم له وأنكد على كل مـــن حولى وأرى زوجى حسين إنساناً متبلد الإحساس والشعور لا يتأثر بما تأثرت بــــــــــه ولا يتنكد به مثلى ،وكان دائماً ينصحنى بأن آخذ الأمور بشىء من البساطة وألا أتوقف أمام كل صغيرة لأعفى نفسى من النكد ،وليتنى يا أخى استمعت إلى نصيحته وقتها !!
وهكذا مضت حياتنا أكثر من ربع قرن وزوجى يطيل لى فــى حبال الصبر وأنا لا أدع مناسبة للنكد مهمــا كانت تافهة بغير أن أتأثر بها وأنّكد على من حولى وأرى كل شىء فى حياتى يدعو للنكد والشكوى، حتى جاء يوم مشهود وسقط ابنى الوحيد عبدالواحد الذى يبلغ من العمر 20عاماً على الأرض فجأة بلا أى سبب واضح ودون أن يفقد الوعى ،
وتكـــرر سقوط ولدى فقررنا عرضه على 
الطبيب لعل أعصابه أو عضلاته تكون ضعيفة بسبب نموه السريع فـــــى مثل سنه هذه ،وذهبنا للطبيب وعرضنا عليه الأمـــر وفحصه بإهتمام شديد وطلب إجراء أشعة مقطعية على المخ ، وتم عمـــل الأشعة وسلّمها لنا طبيب الاشعة
ونظرت فيها فلم أفهم شيئاً ،ولكن زوجى حسين راح يلح على ابننا عبدالواحد بأنه لاداعى لوجوده معنا عند الرجوع بالاشعة لطبيب المخ والاعصاب ولـــــم أفهم سر هذا التصرف الغريب منه!
ولمت حسين فى نفسى على هذا التصرف ،وذهبنا الى الطبيب وأنـــــــــــــا فى إعتقادى أن الأشعة مجرد إجراء إعتيادى للإطمئنان لا أكثر ولا أقل !
وسلمنا الاشعة للطبيب فتفحصها بإهتمام شديد ثم قال لنا بعد تردد قصير وفى شىء من التعجب :كل هذا الورم ولم يصب ابنكم بالتخلف العقلى !!! إن عنده 
ورماً كبيراًَ على المخ ولابد من إجراء جراحة عاجلة له فـــــــــى الخارج وإلا فسوف يصاب بالعمى والشلل ! يا إلهى !! عمى وشلل ، تقول نبوية : لقـــــد شعرت كأن زلزالاً بدرجة عشرة ريختر قد ضربنى وحدى ،فمادت بى الارض بشدة وهرولت من أمام الطبيب إلى الشارع شاردة مذهولة وعاجزة عـــن أى تفكير !!
ياربى ابنى الوحيد الشاب الرياضى مفتول العضلات ! ألهذا السبب أصــــــــــّر زوجى حسين بأن يذهب ولدنا عبد الواحد إلى النادى ،إذن فقد عرف كل شىء من طبيب الأشعة ورغم ذلك تماسك أمامنا !
هكذا يا أخى عرفت النكد الحقيقى فى حياتى بعد أن كنت أفتعل النكد والمشاكل إفتعالاً !! ودخل الهم حياتنا من أوسع أبوابه ، فكيف نجرى لإبننا هـــــــــــــذه الجراحة الخطيرة فى الخارج ونحن موظفان وإمكانياتنا المادية محدودة ؟!!
والله يا أخى شعرت كأن جبل المقطم قد إنها ر فجأة فوق رأسى وتراكمت علىّ صخوره !
لكن زوجى حسين الذى كنت أظنه متبلد الإحساس والشعور لأنــه لا يشاركنى فى تقدير أسباب النكد الوهمية السابقة طيلة 25 عاماً ،راح بارك الله فيه وفى 
أمثاله يجرى هنا وهناك بلا كلل ولا ملل ليحصل على الموافقة على علاج ابنى على نفقة الدولة بالخارج ،وأنا للأسف لا أفعل شيئاً سوى البكاء والعويل !!
واستمر حسين فى مساعيه حتى وافق القومسيون الطبى فى النهاية عـــــــلى سفر ولدى عبدالواحد إلى لندن لإجراء الجراحة الخطيرة ،وذهبت مع زوجى وابنى إلى لندن وتمت الجراحة بنجاح والحمد لله حتى أن الطبيب الإنجليزى 
نفسه تعجب وقال إنها معجزة من السماء حقاً ألا يصاب ولدنا بالتخلف العقلى 
مع وجود هذا الورم الكبير الذى يحتل مساحة كبيرة مـــــــن تجويف الجمجمة ويمنع المخ من النمو !
المهم أننى شعرت بنفسى إنسانة أخرى غير التى كنت أعرفها ،لقـــــد هبطت الطمئنينة والسكينة على قلبى أثناء إجراء العملية لولدى الحبيب فــــى غرفة العمليات ،ودخلت فى مواجهة مع نفسى ،حاسبتها حساباً عسيراً ،لمــاذا كنت زوجة نكدية بتلك الصورة الرهيبة ،أين ما أشعر به الآن وما أواجهه مـن نكد عظيم من ذلك النكد (الهايف) الذى كنت أغتم له وأنكّد به على مــــــــن حولى طوال أكثر من ربع قرن ؟!!
لقد كنت أشكو من النكد اليومى فأراد الله سبحانه وتعالى أن يرينى كيف يكون
النكد الحقيقى الذى يكوى القلب ويطحن الكبد !
إنها لطمة هائلة على وجهى لكى أفيق من تبطرى على نعمة راحة البــال التى كنت أتمتع بها ،لكنى لم أصنها ولم أشكر ربى عليها ،وبدأت مرحلة جديدة من المصالحة مع نفسى ومصالحة الدنيا من حولى وأخيراً أخــــــــــــيراً إرتسمت إبتسامة الرضى على وجهى وأشرق جبينى بنور الإيمان والحب لكل خلق الله 
وابتعدت التكشيرة والعبوس من تجاعيد وجـــهى نهائياً وحلّت محلها إبتسامة الإيمان والمحبة والغفران ،وأصبحت أرى كل شىء جميلاً وأتعجب كيف غاب عن ناظرى كل هذا الجمال من قبل ؟ وكيف شكوت قبل ذلك مـــــــن كل شىء؟ وتنكدت لكل شىء؟!!
تلك كانت قصة نبوية التى هداها الله إلى نور الإيمان وحسن الظن بالناس،
وهذه الصحوة بمثابة فيض حميم من الإيمان الصحيح حقاً لأن جحود نعمة الخالق جل شأنه والتبّطر عليها وجحود فضائل الآخرين وفضلهم ورميهم بسوء الظن دائماً ليس من حسن إيمان المرء فى شىء ، والمؤمن الحق هو من لا يجحد نعمة ربه ولا يسمح لبعض الأكدار العارضة أو الموهومة بأن تعمى بصيرته عما وهبه الله من أسباب السعادة والرضا ، وهو أيضاً من لا يبخس الآخرين أقدارهم ولا يجحد فضلهم ، فالمحنة التى تعرضت لها نبوية 
بمثابة إنتفاضة كبرى أزالت الصدأ عن قلبها وعقلها وأعادت الحب للآخرين والإبتسامة الإيمانية إلى وجهها، وصدق الشاعر الكريم فى قوله :
إن نفساً لم يشرق الحب فيها هى نفس لم تدر ما معناهـــــا
فأنا بالحب قد وصلت إلى نفــــسى وبالحب قــــــــد عرفـــــت اللــــــــه

عزيزي القارئ هناك المزيد من القصص ذات صلة عن قصص وعبر و قصص واقعية
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    ان كنت كاتب للقصص وتريد نشرها في موقعنا راسلنا بقصتك عبرة صفحة اتصل بنا ونحن سننشرها في الموقع باسمك



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -