نحرص دوما من خلال موقعنا قصص وحكايات ان نقدم لكم متابعينا كل ما هو نافع و مفيد من القصص الجميلة
قصص اطفال وقصص الانبياء وقصص وعبر رائعة ومسلية جدا بشكل متجدد بمختلف انواعها و نتمنى ان تنال اعجابكم دوما متابعينا ..  واليوم نحكى لكم قصة جديدة من قصص القران الكريم هي قصة أصحاب السبت كما ورد في كتاب الله عز وجل نتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة.

قصة-أصحاب-السبت


کان من تعلیم نبی الله موسی علیه السلام آن يتفرغ قومه بنو إسرائيل عن أعمالهم يوما من كل أسبوع فلا يعملون فيه أى عمل من أعمال الدنيا بل يفرغون أنفسهم لعبادة الله (جل وعلا). . . وكان ذلك اليوم هو يوم السبت .. ومرت الأيام ، وما زال بنو إسرائيل على عادتهم يقدسون يوم السبت ويتفرغون فيه لعبادة الله جل وعلا. . . . ومرت أجيال وراء أجيال ومازالوا جميعا يقدسون يوم السبت بالعبادة والتقرب إلى الله جل وعلا.. وفي قرية من قراهم على شاطئ البحر الأحمر يقال لها أيلة كان يسكن قوم من سلالة بنى إسرائيل في زمن داود عليه السلام، وكان عليهم أن يلتزموا سنة آبائهم وأجدادهم ، فیسیروا علی عبادة الله في یوم السبت، فكانوا لا يزاولون فيه عملا من اعمال دنیا هم من صيد ، أو متاجرة ، أو صناعة .

و کانوا یعیشون علی صید الاسماك والحیتان . . . فکانت الاسماك و الحیتان تغیب طوال الاسبوع ولا تظهر إلا في يوم السبت الذي حرم الله فيه الصيد على بنى إسرائيل .. وكان ذلك فتنة لهم وامتحانا من الله لصبرهم وإيمانهم .. لکن آکثرهم فشالوا في هذا الاختبار وخالفوا آمر الله (جل وعلا ) فلقد وسوس الشيطان في نفوس طائفة من أهل القرية ، وزين لهم اصطياد الأسماك، ولکن کیف یتحایلون علی آمار الله؟ هداهم شیطانهم الی حیلة شیطانیة ماکرة، وأرشدهم إلى طريقة اصطادوا فيها الأسماك يوم السبت !

لقد احتالوا علی اصطیادها فی یوم السبت بان نصبوا الحبال والشباك وحفروا الحفر التي يجري معها الماء إلى مصائد قد أعدّوها إذا دخلها السماك ، لا يستطيع أن يخرج منها، ففعلوا ذلك في يوم الجمعة فإذا جاءت الحيتان مسترسلة يوم السبت، علقت بهذه المصايد فإذا خرج يوم السبت أخذوها.. لقد أقبلوا على الصيد، فاصطادوا كثيرا بلا تعب ولا عناء ، ثم صنعوا به ما شاؤوا، وما اشتهوا من مطبوخ ومشوي، وأقبلوا يشبعون نهمهم، ويملؤون بطونهم.. علم المتقون منهم بما فعل هؤلاء الفساق المستهترون ؛ فخرجوا إليهم  ووعظوهم ، و حذروهم، فما زادهم ذلك إلا استهتارا وإمعانا فى غيهم، وانسياقا فى ضلالهم ،فثارت ثائرة المؤمنین ، وحاصروا القرية بسلاحهم ، يمنعون هؤلاء المارقين من دخولها؛ لأنهم خارجون عن طاعة الله أثمون فاسقون .

اشتد ذلك على الفساق ، و شق عليهم أن يمتنعوا عن الصيد فى يوم السيت ، مع كثرة الحيتان فيه ، دون غيره من الأيام ، فقالوا للمؤمنين منهم : إن القرية لنا ولکم، ولا حق لکم في دفعنا عنها، والانفراد بها دوننا، ولا أحد يلزمنا بتركها لكم، إنها موطننا، وموثلنا، ومحط رزقنا، لا سبيل إلى تركها، ولا مفر لنا إلى غيرها، فإن صممتم على رأيكم، فالتقاسمونا القرية، ولنبن حيطانا بيننا وبينكم ؛ حتى يعيش كل منا علی ما يشتهي وكما یرید.

أرتضى المؤمنون أن يقاسموهم القرية، وأن يقيموا سدا يحجب عنهم هؤلاء العصاة المخالفين لأمر الله جل وعلا .
و انفردت كل طائفة، وشغل الفساق بلهوهم وصيدهم وحفروا نهیرات تصل البحر بقريتهم ، فإذا كانت ليلة السبت سارت الحيتان فيها إلى أبواب دورهم، فإذا غربت شمس السبت ، وهمت الحيتان بالرجوع حجزوها بسدود آقاموها تعترض مجری النهيرات ؛ فلا تملك الحيتان أن تتسرب إلى البحر.
استمر هؤلاء الفساق في لهوهم ومخالفتهم لأمر الله (جل وعلا) و کثرت آموالهم  وجهروا بمعصیتهم دون خوف أو إحساس بالذنب .

وانقسم أهل القرية إزاء تصرف الفريق المعتدى إلى فريقين :
الفريق الأول : هم الصاحون الدّعاة، قاموا بواجبهم فى الدعوة، وأنكروا على المتحايلين على أوامر الله تحايلهم وعدوانهم وصيدهم يوم السبت .
الفریق الثانی: هم السا کتون، سکتو اعلی عدوان المعتلدین، وتوجهوا باللوم والإنكار على الصالحين الدعاة، بحجة أنه لا فائدة من نصح ووعظ قوم هالكين معذبین .. أجاب المصلحون على اللائمين الساكتين، بأنهم يهدفون من الإنكار إلى : الإعذار أمام الله وأداء الواجب ، ثم لعل القوم المعتدين يتقون .. فلما ازداد اصرار هولاء الفاسقین علی مخالفتهم لأمر الله جل وعلا، قام فريق من أهل القرية ينهون المعتدين عن السوء والعدوان.. وقالوا لهم: لا نبیت معکم اللیلة فی القریة.. فخرجوا منها، وباتوا على مشارفها.

وفى الصباح : نظروا إلى أهل القرية المعتدين والساكتين ، فلم يخرج منهم أحد، ولم يفتح لهم بيت ، فتعجبوا. وبعثوا رجلا منهم يستطلع الخبر، فنظر في دار فإذا أهلها قردة ، ونظر فى دار أخرى فإذا جميع أهلها قردة . وهكذا باقي البيوت ! فرجع إلى جماعته فأخبرهم ، فجاؤوا وفتحوا الأبواب ، وإذا جميع أهلها قردة ! فجعل الرجل منهم يومى إلى القرد : أنت فلان ؟ فيومى القرد برأسه : أن نعم، وهو يبكي.. فقالوا لهم : لقد حذر ناکم ! وفتحوا الأبواب ، فخرجوا وانطلقوا إلى البرية وماتوا، و هکذا تکون دائما النهاية المؤلمة لكل من خالف أمر الله (جل وعلا).

الدروس المستفادة :
 1-آن المسلم لاینبغي آن ینشغل دائما بالسعي وراء الدنيا وشهواتها بل يجب عليه أن يفرغ وقتا للعبادة حتی یبارك الله له فی رزقه وآوالاده و حتی یفوز فى الدنيا والأخرة .
2- أن العباد لابد أن يمتثل أمر الله (جل وعلا) بالسمع والطاعة ولا يتحايل أبدا من أجل أن يهرب من تنفيذ أوامره .
3-  أن الله يملى للعبد إذا عصاه وخالف أمره. . . ويعطيه فرصة وثانية حتى إذا استمر العبد في مخالفته آخذه الله آخذ عزیز مقتدر .
4-  آن الله علی کل شیء قدیر . . فقد رآینا کیف أن هؤلاء القوم الذين خالفوا أمر الله وتحايلوا عليه .
جعلهم الله قردة خاسين .
5- أن من زعم أن الإنسان أصله قرد فهو كاذب وذلك لأن الله لم يجعل لأى أمة ممسوخة نسلاً . . . ولكن الصحيح أن أصل الإنسان هو أبو البشر آدم عليه السلام.
  • قصة أصحاب السبت مع الشيخ نبيل العوضي بالفيديو

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
  • Unknown
    Unknown 28 مارس 2017 في 11:46 ص

    جزاكم الله خير الجزاء

    إرسال ردحذف
    ان كنت كاتب للقصص وتريد نشرها في موقعنا راسلنا بقصتك عبرة صفحة اتصل بنا ونحن سننشرها في الموقع باسمك



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -