قصة الأجور العجيبة

قصة الأجور العجيبة


 قصة الأجور العجيبة نشر


يحكى انه كان هناك رجلٌ فقير، يرعلى أسرةً كبيرةً .. كثرَت عليه نفقاتُ المعيشة.. وقلَّ العملُ في مدينته، فقرر   السفرِ، الى بلد اخرى بحثاُ عن الرزق الحلال..
ودَّعَ والدته و زوجته واولاده، ووسفر الى بلدٍ إلى آخر..
وعند وصوله إلى ذالك البلد استقر في مدينة على ساحلِ البحرِ.. وعثر على رجال ينقلون الاحجار، ويراقبهم  رجلٌ مهيبٌ، يحفزهم على العمل، ويوصيهم على السرعة والجدية في العمل ..
فجاة وقفَ عندهم، وسأل احد العمال :
- منْ يكون هذا الرجلُ ؟
- إنَّهُ امير البلد..
- لماذا يقف هنا في هذه الحرارة؟
- ليراقبَ العمل ..
ازال الرجل ملابس سفره ونضمَ  إلى العمال، ينقلُ معهم الحجار والصخور، دون أن يكون بعلم الأجور.. وبدا يتوجه إلى الصخور و الحجر الضخمة، ويحملها على ظهره وكتفيه ، ويضعها في المكان الذي امرهم الامير وضعها ، فإنْ لم يعثر على حجر كبيرة، يحملَ حجرين صغيرين مكانها، عكس العمال الاخرين لا يحملون إلا حجر واحدة، ينتقونه من بين الأحجار الصغار ..
رأى الامير نشاطَ وماذا جدية الرجل الغريب، فأُعجب بعمله، ولاحظ  الرجل  نظراتِ الامير، فأتيقن أنَّهُ سيحظى بمبلغ مهم من المال ، تفوق أجور العمال الآخرين،فحاول ان يضاعفَ جهودهُ، وزادَ سرعتهُ...
انتهى عمل ذالك اليوم، وحانَ وقت استيفاءِ الآجار ..
اصطف الرجال، بعضهم وراء البعض، وقف الامير أمامهم، فبدأوا يمرُّون أمامه واحدا تلو الآخر، وكلما وصله واحد، أثنى رأسه، وقال له :
-  حفظك الله ياابني
واحيانا كررها لبعضهم مرتين ..
وحان دور الرجل الغريبِ، فصافحه الامير بحرارة..وقال له :
- حفظك الله، حفظك الله، حفظك الله ..
ابتسم الرجل، وقال مع نفسه :
-  سأحظى هذه الليلة بأجرةٍ وافرةٍ .
 انتهت المصافحة والكلام، وانصرف الامير، وبقي العمال..
سأل الغريب رجلا قائلا ُ :
 متى سنأخذُ نقودنا؟
الرجل - لقد أخذت أجرك الان
الغريب- لم يعطيني شيئاً!
الرجل- بلا أخذت أكثر منّا جميعاً ..
الغريب- كيف ذالك ؟!
الرجل- الامير قال لك " حفظك الله " ثلاث مرّات الا تكفيك!
-الغريب
وهل هذه هي الأجرة ؟!
الرجل- نعم ..
الغريب- هذا كلامٌ وثناء!
الرجل- اميرونا الجليل  يحرص على تقسيم مدحه بعناية، ولا يُظلم عنده إنسان ..
أمسك الغريب راسه وظل يفكِّر.. كان جائعا، وليست معه نقود .,. خطر له خاطر ..
قام وذهب، مسرعا إلى السوق..
دخلَ الغريب الى المقهى، وطلب العشاء ..
أكل الغريب حتى شبع وحمد الله، ثم قام لينصرف..
أوقفه صاحب المقهى، فقاله :
- أين ثمنُ العشاء؟
قال الغريب- مدَّ يدكَ ..
مدَّ صاحب المقهى يده، فصافحه  الرجل الغريب بحرارة، وقال له :
- حفظك الله، حفظك الله، حفظك الله ..
استغرب صاحب المقهى من الغريب، وقال غاضباً :
 أريد نقود اً أريد نقود اً .
الغريب- لقد أعطيتك
صاحب المقهى- لم تعطني شيئاً! 
الغريب- أعطيتك عُملةَ الامير
صاحب المقهى- هل أنت احمق ؟!
الغريب-  لا لست احمقاً ..
صاحب المقهى- هيّا معي إلى الامير.
أخذ صاحب المقهى الغريب، وتوجه به إلى امير البلد، وحينما وقفا بين يديه، قال صاحب المقهى :
- هذا الغرييب أكل  عندي الطعام، ولم يدفع لي النقود
- نظر الامير إلى الرجل فتذكره.. وقال له :
- لمَ لم تدفع له النفود اثناء تناولك طعامه ؟
الغريب- لقد اعطيته  ياسيدي
الامير- ماذا اعطيت له
الغريب- اعطيته عملتك
الامير- أية عملة ؟
الغريب- عملة " حفظك الله " التي أعطيتني إياها.
حينها ضحك الامير طويلاً، بعدها أعطى صاحب المقهى، قيمةَ الطعام، وغير تلك العادة، كي لا تشيع الفوضى في بلده.

عزيزي القارئ هناك المزيد من القصص ذات صلة عن قصص وعبر
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    ان كنت كاتب للقصص وتريد نشرها في موقعنا راسلنا بقصتك عبرة صفحة اتصل بنا ونحن سننشرها في الموقع باسمك



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -